الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.[سورة الفاتحة: آية 3]: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3)}..الإعراب: {الرحمن} نعت للفظ الجلالة.: {الرحيم} نعت ثان للفظ الجلالة..[سورة الفاتحة: آية 4]: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}..الإعراب: {مالك} نعت للفظ الجلالة مجرور مثله.: {يوم} مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.{الدين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة..الصرف: {مالك} اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك ومالكون.{يوم} اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو غير المحدد. وهنا جاء بمعنى يوم القيامة. وجمعه أيّام، وجمع الجمع أياويم.{الدين} مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى وأطاع أو خضع، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. والدين معناه الجزاء أو الطاعة، وقد يكون بمعنى الملّة أو العادة..[سورة الفاتحة: آية 5]: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}..الإعراب: {إيّاك} ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم، أو إيّا ضمير مبني في محل نصب مفعول به، والكاف حرف خطاب.: {نعبد} فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن والواو عاطفة.: {إياك نستعين} تعرب كالسابق.وجملة: {إياك نعبد} لا محل لها استئنافية.وجملة: {إياك نستعين} لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد..الصرف: {نستعين} فيه إعلال أصله نستعون من العون، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين وسكنت الواو- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب..البلاغة: 1- كرّر اللّه سبحانه وتعالى: {إيّاك} لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم وهي قطع الاشتراك بين العاملين إذ لو قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ ونستعين} لم يظهر أن التقدير {إياك نعبد وإياك نستعين} أو إيّاك نعبد ونستعينك، وإنه لم يقل نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك بين العاملين وذلك لكي يفيد الحصر بين العاملين.وقدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة، لأن العبد يستعين اللّه على العبادة ليعينه عليها، وذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب، والاستعانة هي ثمرة العبادة، ولأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها.2- الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة إلى الخطاب وتلوين للنظم من باب إلى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة إلى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا}.3- وإيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه وعدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا وعرض العبادة واستدعاء المعونة والهداية مستقلا وأن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم وجماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة إلى ذلك..[سورة الفاتحة: آية 6]: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}..الإعراب: اهد فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة، ونا ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.: {الصراط} مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة.{المستقيم} نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة.والجملة: لا محل لها استئنافية..الصرف: {اهدنا} فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، أصله في المضارع المرفوع تهدينا، وزن اهدنا افعنا: {الصراط} هو بالسين والصاد، وفي قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق.{المستقيم} اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.. وفيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين..البلاغة: 1-: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} والمستقيم المستوي والمراد به طريق الحق وهي الملة الحنيفية السمحة المتوسطة بين الإفراط والتفريط. فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم، ووجه الشبه بينهما أن اللّه سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لابد له من قطع المسافات، ليكرم الوصول والموافاة وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.2- لقد كرّر سبحانه وتعالى ذكر: {الصراط} لأنه المكان المهيّأ للسلوك، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله: {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} المصرح فيه ما يخرج اليهود وهم المغضوب عليهم والنصارى وهم الضالون..[سورة الفاتحة: آية 7]: {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)}..الإعراب: {صراط} بدل من صراط الأول تبعه في النصب، وعلامة نصبه الفتحة.: {الذين} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه.: {أنعمت} فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل.: {عليهم} على حرف جر والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بعلى متعلق ب: {أنعمت} والميم حرف لجمع الذكور: {غير} بدل من اسم الموصول: {الذين} تبعه في الجر.: {المغضوب} مضاف إليه مجرور: {عليهم} كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب، الواو عاطفة: {لا} زائدة لتأكيد النفي: {الضالّين} معطوف على: {غير} مجرور مثله وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم.وجملة: {أنعمت عليهم} لا محل لها صلة الموصول..الصرف: {المغضوب} اسم مفعول من غضب باب فرح، وزنه مفعول.{الضالّين} جمع الضال وهو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل، وأدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته.{غير} اسم مفرد مذكّر دائما، قد يكون نعتا وقد يكون أداة استثناء..فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول: قامت غير هند وتعني بذلك امرأة. وهو ملازم للإضافة لفظا وتقديرا. فإدخال الألف واللام عليه خطأ..البلاغة: 1- التفسير بعد الإبهام: في هذه الآية الكريمة حيث وضح بأن الطريق المستقيم بيانه وتفسيره: صراط المسلمين، ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك:هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا. وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل.2- التسجيع: في الرحيم والمستقيم، وفي نستعين والضالين. والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّوي.3- ولو نلاحظ ما فائدة دخول لا في قوله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ} مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود، وذلك لتأكيد النفي المفاد من غير.4- الاستهلال:لقد استهل اللّه سبحانه وتعالى القرآن بالفاتحة، والاستهلال فن من أرق فنون البلاغة وأرشقها، وحدّه: أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير إلى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفة.5- العدول عن إسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيلية في نسبة النعم والخيرات إليه عز وجل دون أضدادها كما في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. اهـ..قال محيي الدين الدرويش: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.مقدمة:أما بعد حمد اللّه على آلائه، والصلاة والسلام على خاتمة رسله وأنبيائه، فهذا كتاب إعراب القرآن وبيانه، أتيح له أن يظهر بعد أن طال احتجابه، وكثر طلابه، ولعله أول كتاب جمع البيان فأوعى، ورسم لشداة الآداب السبيل الأقوم والأسنى، ولست أدل به لأنه عن أئمة البيان مقتبس، وفيه لمن رام البيان نعم الملتمس، ولن أتحدث عنه فهو أولى بالحديث عن نفسه، والمسك ما قد شف عنه ذاته لا ما غدا ينعته بائعه وقد جعلته بعدد أجزاء القرآن الكريم، ليسهل تناوله فلا يحتاج مقتنيه إلى كتاب في الإعراب والبيان، وقد قطعت جهيزة قول كلّ خطيب بعد الآن.محيي الدين الدرويش جمادى الاولى 1400 حمص نيسان 1980.أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم: .اللغة: أعوذ: أعتصم وأمتنع الشيطان: إمّا أن يكون على وزن فعلان من شاط يشيط بقلب ابن آدم أي مال به وأهلكه، وإمّا أن يكون على وزن فيعال من شطن أي بعد كأنه بعد عن الخير أو بعد غوره في الشّر. الرجيم: فعيل بمعنى مفعول والمرجوم في اللّغة: المطرود الملعون أو فعيل بمعنى فاعل أي يرجم غيره بالإغواء والتضليل وإلقاء النفس في المتالف..الإعراب: أعوذ فعل مضارع مرفوع وهو فعل معتل أجوف لأن عين الفعل واو والأصل أعوذ على وزن أفعل فاستثقلت الضمة على الواو فنقلت إلى العين فصارت أعوذ وهذه علّة ما كان من هذا الباب وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. بالله: جار ومجرور متعلقان بأعوذ من الشيطان جار ومجرور متعلقان بأعوذ أيضا ومن لابتداء الغاية كما أن إلى لمنتهى الغاية فإذا قلت: لزيد من الحائط إلى الحائط فقد بيّنت به طرفي ماله، وإذا قال الرجل: لزيد عليّ من واحد إلى عشرة فجائز أن يكون عليه ثمانية إذا أخرجت الحدّين وجائز أن يكون عليه عشرة إذا ادخلت الحدّين معا، وجائز أن يكون عليه تسعة إذا أدخلت حدّا وأخرجت حدّا. الرجيم نعت حقيقي للشيطان وجملة الاستعاذة ابتدائية لا محل لها من الإعراب.{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.(1) سورة الفاتحة:مكّيّة وهي سبع آيات.
|